الواقعية الاردوغانية والوحشية العلمانية من يضحك أخيراً ؟؟
وائل الحدينى
تأتي الأخبارُ من تركيا هذه الأيام متضاربةً : بعضُها يُعلن أن قيادات من العدالة والتنمية قد شرعوا في تأسيس حزبٍ على اعتبارِ أن حكم المحكمة الدستورية سيكونُ قاطعاً بحل حزبهم ومنع 71 من قياداته من ممارسةِ العمل السياسي .. ثم تأتي أخبارُ أخرى لتُكذب الخبر السابق وتؤكد أن أنصارَ تيار يساري هم الذين أسرعُوا بتأسيس حزبٍ جديد حتى يفوتوا على أردوغان فرصة اختيار (الشمس) رمزاً لحزبه الجديد في حال أُغِلق العدالة والتنمية ..
ينظر أردوغان دائماً إلى الضوء والدفء والأفق الرحب ، فإذا كان زمنُ المصباح قد ولىَ فلتكن الشمس التي أشرقت ملايين المرات شعارهم ، لكن يسار الظلام وعلمانية الضيق يحاولون سرقة الرمز وكأنه سيُرمم شعبيتُهم المنهارة أو يمزق خيوط العنكبوت التي نسجوها حول مبادئهم الهَرِمة !!
ما يحدثُ الآن على الساحةِ التركية ليس جديداً ، ففي مرات عديدة تدخل الجيشُ وانتصب الجنرالات برعايةٍ علمانية لفرض واقعاً يرونه الأصوب ، و المدعي العام ُ يقفُ دائماً على أهبة الاستعدادِ كرأس حربةٍ بربريةْ يطالب بإعدام هذا وحظر هذا ، والجيشُ غالباً أداةُ بلا عقل !
من النورسي إلى اربكان
(1) سعيد النورسي ـ الملقب ببديع الزمان والذي أسس الحركة النورية وسمى تلامذته إخوان النور وواجه الاتحاد والترقي ـ وقف بقوة مدافعاً عن الشريعة أمام المدعي العام الذي طالب بإعدامه قائلاً : ( لو كنتُ املك آلف روحٍ لافتديت كلٍ منها لأجل حقيقة واحدة هي الشريعة ) .. وحينما أُفرج عنه خرج ليمشي في الميادين وهو يصرخ :
( تحيا جهنم للظالمين.... تحيا جهنم للظالمين ) ..
وحينما دعَا الناسَ للصلاةٍ في وجودِ أتاتورك قال له يا : (أستاذ نحن دعوناك هنا لنستفيد من آرائك العليا لا لتشغلنا بالصلاة ) قام النورسي من مكانهِ وتقدم نحو أتاتورك و أشار بإصبعيه السبابةٌ والوسطى إلى عينيه وكأنه يخطفهما : ( باشا باشا إن الحقيقةً العظمى في الكونِ هي الإيمان ، ويلي الإيمانُ الصلاة من ترك الصلاة فهو خائن وحكم الخائن انه مردود) ..
لكن النورسيُ كان أفضلُ حالاً من الكثيرين .. فأئمةٌ مشهورين قتلوا في معركة القبّعة ، وعددٌ من العلماء شُنقوا وعُلقت أجسادهم أمام المساجد لأنهم رفعوا الأذان باللغة العربية. ثم جاءت الهجمةٌ الشرسة على أسماء الشعب وهي ما عُرفت بـ"معركة الألقاب"، وبدا واضحًا أن أتاتورك ورجاله يسعون لتغيير دين الشعب وهيئته وأسماءه بعيدًا عن الإسلام ، ففي الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية جُمعت المصاحف والكتب الدينية ووضعت على ظهور الإبل ليقودها رجل يرتدي الزي العربي ويتجه بها نحو الجزيرة العربية، وعُلقت على رقاب الإبل لافتة تقول:(جاءت من الصحراء، ولتعد إلى الصحراء، وجاءت من العرب، فلتذهب إلى العرب) .
في الساعة التاسعة وخمس دقائق في 10 /11 /1938عندما لفظ أتاتورك آخر أنفاسه في قصر دولما باغشة في اسطنبول لم يعني ذلك أن العلمانيةً الاتاتوركية فقدت حصونها المنيعة فحراس صنم أتاتورك كانوا أكثر التزاماً بمبادئه ، واشدُ تطرفاً في مواجهة أعدائه .
إلا أن انفراجةً جاءت بتشكيل عدنان مندريس وزارته في 25 /11 /1957، فقد سمحت الحكومة الجديدة بتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة التركية بعدما كان محظوراً ، وافتتحت كلية الإلهيات (الشريعة ) وفتحت العديد من المدارس الشرعية المسماة مدارس الأئمة والخطباء ، ورخص لمعاهد تحفيظ القرآن الكريم ،، لكن انقلاباً بقيادة الجنرال جمال غور سيل أعادَ الزمن للوراء بشكل دموي بعدما حكم بإعدام عدنان مندريس، ووزير خارجيته فاتن رشدي زورلو ، ووزير ماليته حسن بولادقان ، وحكم على الرئيس محمود جلال بايار بالسجن المؤبد ..
وتم تسريح خمسةُ آلاف ضابطٍ من رتبة جنرال حتى رتبة مقدم تحت شعار تنقية الجيش من الأصوليين ، وأقالوا 147 أستاذا من أساتذة الجامعات .
و أذاع البيان الانقلابي ( ألب ارسلان توركيش ) شيطان العلمانية وثعلب تركيا العجوز المولود في قبرص سنة 1917..
وقف ألب ارسلان أمام اربكان طويلاً خاصة في أحداث 97 وأرهق كل منهم الآخر ، لكنه شاهد هزيمةُ حزبه الحركة القومية واندحاره مرة بعد أخرى على يد الأصولية التي تلا بيان دفنها !!
(2)البروفيسور نجم الدين اربكان المولود عام 1926م ظهر في نهاية الستينات ليدخل البرلمان عن دائرة (قونيه) مستقلاً بعدها شكل مع مجموعةٍ من النواب المتدينين (حزب النظام الوطني) الذي كان شعاره قبضةُ يد منطلقة في الهواء وإصبع الشهادة موجهاً نحو الأمام .
إلا انه في أبريل 1971م وجهت له بعض التهم و قدُِّم للمحكمة التي أصدرت أمراً بإلغاء حزبه الذي لم يستمر سوى (16) شهرا ً، مع مصادرة ممتلكاته ومنع شخصياته من العمل من خلال أي حزب سياسي آخر، ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد كما أنه لا يجوز لهم ترشيح أنفسهم ولو كانوا مستقلين !!!
ورغم ذلك أسس اربكان في 11/10/1972 . حزب السلامة وعلى إثر انتخابات 14/10/1973م شكَّل السلامة مع حزب الشعب ائتلافاً وزاريًّا تولى فيه أربكان منصب نائب رئيس الوزراء لمدة تسعة أشهر قبل أن تسقط الحكومة بانسحابه من الائتلاف .. وفي 5/12/1978م طالب المدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه (السلامة الوطني)بدعوى أنه يستغل الدين في السياسة وهو أمر مخالف لمبادئ أتاتورك العلمانية. ـ في 12/9/1980م قاد الجنرال كنعان ايفرين انقلاباً تسلم الجيش بموجبه زمام الأمور في البلاد.
أقام الانقلابيون (محاكم تفتيش) وبلغ عدد المعتقلين 30 ألفاً على رأسهم اربكان الذي أحيل مع ٣٣ شخصاً من قيادات حزب السلامة إلى المحكمة العسكرية وطلبت لهم النيابة العامة أحكاماً تتراوح ما بين ٤١ و٦٣ سنة سجن ، وتم حلُ الحزب.
لكن اربكان عاد رئيساً للوزراء تحت عباءة الرفاه في 1996!!وفي 28-2-1997 وجه مجلسُ الأمن القومي إليه رسالةٌ تحذيرية تطلبُ منه تنفيذ عددٍ من الإجراءات الموجهة ضد نشاطات ومظاهر إسلامية (كا لحجاب ، ومدارس الأئمة والخطباء ، ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم ).وقام الجيشُ التركي باستعراض عضلاته في إحدى ضواحي أنقرة
وأغلقت الشرطة (18) مركزاً للتعليم الإسلامي ، واعتبر رئيس الأركان أن : تحطيم الأصولية الإسلامية في تركيا مسألة حياة أو موت بالنسبة للجيش ، واصدر مجلس الأمن التركي تقريراً في (70 صفحة) عن خطر الرجعية في تركيا على العلمانية ، ونشر لائحة سوداء بأسماء (600) مؤسسة صناعية وتجارية يدعو الحكومة والشعب لمقاطعتها لأن الأصوليين يديرونها !! متهماً حزب الرفاه علناً بدعم الأصولية وبالتحريض ضد العلمانية ..كما قامت محكمة عسكرية بتوقيف ثلاثة من مرافقي أربكانوهدد الجيش باللجوء إلى السلاح لإزالة الخطر الأصولي على العلمانية !!
لكن في رسالةِ تحد للجيش أعلن أربكان عزم حكومته على بناء مسجد ضخم في ميدان "التقسيم" في إسطنبول حيث ينتصب أكبر تمثال لمصطفى كمال ، وبناء مسجد آخر في أنقرة في منطقة "شانكايا" التي تحتضن مقار مؤسسات الجمهورية العلمانية الرسمية . مؤكدا للصحافة أن العلمانية لا تعني قلَّة الدين.. وبعد أسبوع من إنذار الجنرالات حذَّر أربكان في تصريح صحفي الجيش من محاربة الإسلام ، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن يقضي على شعب مؤمن . وفي 11/5/1997افتتح أربكان اجتماعاً ضم ممثلين لثماني دول إسلامية لبحث إمكانية تشكيل سوق إسلامية مشتركة ، وهو ما اعتبره العلمانيون بمثابة إعلان حرب جديد على النظام
وفى خُطة مُحمكة تم إلغاء شراكة حزب الوطن الأم بزعامة تانسو تشيللر مع الرفاه بزعامة أربكان ، وأدى انفراط شراكة الحزبين إلى استقالة الحكومة في أوائل شهر يونيو من عام 1997.وفي 9-6-1997م تقدم المدَّعي العام بدعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية، مطالباً بحل حزب الرفاه بتهمة العمل على تغيير النظام العلماني في تركيا.وفي شهر يناير من عام 1997م أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحل الرفاه ، وبمنع أربكان وعدد من قادة الحزب من العمل السياسي لمدة خمس سنوات.
ظن البعضُ بهذه النهاية الدرامية أن تجربة الإسلام السياسي في تركيا انتهت إلى غير رجعة ، وان جهود النورسي وأربكان ذهبت سدى !!
لكن نواب اربكان الشباب كانوا يرون أن تركيا التي أنجبت محمد الفاتح قادرةٌ على إنجاب محمد فاتح آخر لا يرضى أن يكون مصطفى كمال أتاتورك المشكوك في نسبه حارساً على بابه !!
ينظر أردوغان دائماً إلى الضوء والدفء والأفق الرحب ، فإذا كان زمنُ المصباح قد ولىَ فلتكن الشمس التي أشرقت ملايين المرات شعارهم ، لكن يسار الظلام وعلمانية الضيق يحاولون سرقة الرمز وكأنه سيُرمم شعبيتُهم المنهارة أو يمزق خيوط العنكبوت التي نسجوها حول مبادئهم الهَرِمة !!
ما يحدثُ الآن على الساحةِ التركية ليس جديداً ، ففي مرات عديدة تدخل الجيشُ وانتصب الجنرالات برعايةٍ علمانية لفرض واقعاً يرونه الأصوب ، و المدعي العام ُ يقفُ دائماً على أهبة الاستعدادِ كرأس حربةٍ بربريةْ يطالب بإعدام هذا وحظر هذا ، والجيشُ غالباً أداةُ بلا عقل !
من النورسي إلى اربكان
(1) سعيد النورسي ـ الملقب ببديع الزمان والذي أسس الحركة النورية وسمى تلامذته إخوان النور وواجه الاتحاد والترقي ـ وقف بقوة مدافعاً عن الشريعة أمام المدعي العام الذي طالب بإعدامه قائلاً : ( لو كنتُ املك آلف روحٍ لافتديت كلٍ منها لأجل حقيقة واحدة هي الشريعة ) .. وحينما أُفرج عنه خرج ليمشي في الميادين وهو يصرخ :
( تحيا جهنم للظالمين.... تحيا جهنم للظالمين ) ..
وحينما دعَا الناسَ للصلاةٍ في وجودِ أتاتورك قال له يا : (أستاذ نحن دعوناك هنا لنستفيد من آرائك العليا لا لتشغلنا بالصلاة ) قام النورسي من مكانهِ وتقدم نحو أتاتورك و أشار بإصبعيه السبابةٌ والوسطى إلى عينيه وكأنه يخطفهما : ( باشا باشا إن الحقيقةً العظمى في الكونِ هي الإيمان ، ويلي الإيمانُ الصلاة من ترك الصلاة فهو خائن وحكم الخائن انه مردود) ..
لكن النورسيُ كان أفضلُ حالاً من الكثيرين .. فأئمةٌ مشهورين قتلوا في معركة القبّعة ، وعددٌ من العلماء شُنقوا وعُلقت أجسادهم أمام المساجد لأنهم رفعوا الأذان باللغة العربية. ثم جاءت الهجمةٌ الشرسة على أسماء الشعب وهي ما عُرفت بـ"معركة الألقاب"، وبدا واضحًا أن أتاتورك ورجاله يسعون لتغيير دين الشعب وهيئته وأسماءه بعيدًا عن الإسلام ، ففي الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية جُمعت المصاحف والكتب الدينية ووضعت على ظهور الإبل ليقودها رجل يرتدي الزي العربي ويتجه بها نحو الجزيرة العربية، وعُلقت على رقاب الإبل لافتة تقول:(جاءت من الصحراء، ولتعد إلى الصحراء، وجاءت من العرب، فلتذهب إلى العرب) .
في الساعة التاسعة وخمس دقائق في 10 /11 /1938عندما لفظ أتاتورك آخر أنفاسه في قصر دولما باغشة في اسطنبول لم يعني ذلك أن العلمانيةً الاتاتوركية فقدت حصونها المنيعة فحراس صنم أتاتورك كانوا أكثر التزاماً بمبادئه ، واشدُ تطرفاً في مواجهة أعدائه .
إلا أن انفراجةً جاءت بتشكيل عدنان مندريس وزارته في 25 /11 /1957، فقد سمحت الحكومة الجديدة بتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة التركية بعدما كان محظوراً ، وافتتحت كلية الإلهيات (الشريعة ) وفتحت العديد من المدارس الشرعية المسماة مدارس الأئمة والخطباء ، ورخص لمعاهد تحفيظ القرآن الكريم ،، لكن انقلاباً بقيادة الجنرال جمال غور سيل أعادَ الزمن للوراء بشكل دموي بعدما حكم بإعدام عدنان مندريس، ووزير خارجيته فاتن رشدي زورلو ، ووزير ماليته حسن بولادقان ، وحكم على الرئيس محمود جلال بايار بالسجن المؤبد ..
وتم تسريح خمسةُ آلاف ضابطٍ من رتبة جنرال حتى رتبة مقدم تحت شعار تنقية الجيش من الأصوليين ، وأقالوا 147 أستاذا من أساتذة الجامعات .
و أذاع البيان الانقلابي ( ألب ارسلان توركيش ) شيطان العلمانية وثعلب تركيا العجوز المولود في قبرص سنة 1917..
وقف ألب ارسلان أمام اربكان طويلاً خاصة في أحداث 97 وأرهق كل منهم الآخر ، لكنه شاهد هزيمةُ حزبه الحركة القومية واندحاره مرة بعد أخرى على يد الأصولية التي تلا بيان دفنها !!
(2)البروفيسور نجم الدين اربكان المولود عام 1926م ظهر في نهاية الستينات ليدخل البرلمان عن دائرة (قونيه) مستقلاً بعدها شكل مع مجموعةٍ من النواب المتدينين (حزب النظام الوطني) الذي كان شعاره قبضةُ يد منطلقة في الهواء وإصبع الشهادة موجهاً نحو الأمام .
إلا انه في أبريل 1971م وجهت له بعض التهم و قدُِّم للمحكمة التي أصدرت أمراً بإلغاء حزبه الذي لم يستمر سوى (16) شهرا ً، مع مصادرة ممتلكاته ومنع شخصياته من العمل من خلال أي حزب سياسي آخر، ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد كما أنه لا يجوز لهم ترشيح أنفسهم ولو كانوا مستقلين !!!
ورغم ذلك أسس اربكان في 11/10/1972 . حزب السلامة وعلى إثر انتخابات 14/10/1973م شكَّل السلامة مع حزب الشعب ائتلافاً وزاريًّا تولى فيه أربكان منصب نائب رئيس الوزراء لمدة تسعة أشهر قبل أن تسقط الحكومة بانسحابه من الائتلاف .. وفي 5/12/1978م طالب المدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه (السلامة الوطني)بدعوى أنه يستغل الدين في السياسة وهو أمر مخالف لمبادئ أتاتورك العلمانية. ـ في 12/9/1980م قاد الجنرال كنعان ايفرين انقلاباً تسلم الجيش بموجبه زمام الأمور في البلاد.
أقام الانقلابيون (محاكم تفتيش) وبلغ عدد المعتقلين 30 ألفاً على رأسهم اربكان الذي أحيل مع ٣٣ شخصاً من قيادات حزب السلامة إلى المحكمة العسكرية وطلبت لهم النيابة العامة أحكاماً تتراوح ما بين ٤١ و٦٣ سنة سجن ، وتم حلُ الحزب.
لكن اربكان عاد رئيساً للوزراء تحت عباءة الرفاه في 1996!!وفي 28-2-1997 وجه مجلسُ الأمن القومي إليه رسالةٌ تحذيرية تطلبُ منه تنفيذ عددٍ من الإجراءات الموجهة ضد نشاطات ومظاهر إسلامية (كا لحجاب ، ومدارس الأئمة والخطباء ، ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم ).وقام الجيشُ التركي باستعراض عضلاته في إحدى ضواحي أنقرة
وأغلقت الشرطة (18) مركزاً للتعليم الإسلامي ، واعتبر رئيس الأركان أن : تحطيم الأصولية الإسلامية في تركيا مسألة حياة أو موت بالنسبة للجيش ، واصدر مجلس الأمن التركي تقريراً في (70 صفحة) عن خطر الرجعية في تركيا على العلمانية ، ونشر لائحة سوداء بأسماء (600) مؤسسة صناعية وتجارية يدعو الحكومة والشعب لمقاطعتها لأن الأصوليين يديرونها !! متهماً حزب الرفاه علناً بدعم الأصولية وبالتحريض ضد العلمانية ..كما قامت محكمة عسكرية بتوقيف ثلاثة من مرافقي أربكانوهدد الجيش باللجوء إلى السلاح لإزالة الخطر الأصولي على العلمانية !!
لكن في رسالةِ تحد للجيش أعلن أربكان عزم حكومته على بناء مسجد ضخم في ميدان "التقسيم" في إسطنبول حيث ينتصب أكبر تمثال لمصطفى كمال ، وبناء مسجد آخر في أنقرة في منطقة "شانكايا" التي تحتضن مقار مؤسسات الجمهورية العلمانية الرسمية . مؤكدا للصحافة أن العلمانية لا تعني قلَّة الدين.. وبعد أسبوع من إنذار الجنرالات حذَّر أربكان في تصريح صحفي الجيش من محاربة الإسلام ، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن يقضي على شعب مؤمن . وفي 11/5/1997افتتح أربكان اجتماعاً ضم ممثلين لثماني دول إسلامية لبحث إمكانية تشكيل سوق إسلامية مشتركة ، وهو ما اعتبره العلمانيون بمثابة إعلان حرب جديد على النظام
وفى خُطة مُحمكة تم إلغاء شراكة حزب الوطن الأم بزعامة تانسو تشيللر مع الرفاه بزعامة أربكان ، وأدى انفراط شراكة الحزبين إلى استقالة الحكومة في أوائل شهر يونيو من عام 1997.وفي 9-6-1997م تقدم المدَّعي العام بدعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية، مطالباً بحل حزب الرفاه بتهمة العمل على تغيير النظام العلماني في تركيا.وفي شهر يناير من عام 1997م أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحل الرفاه ، وبمنع أربكان وعدد من قادة الحزب من العمل السياسي لمدة خمس سنوات.
ظن البعضُ بهذه النهاية الدرامية أن تجربة الإسلام السياسي في تركيا انتهت إلى غير رجعة ، وان جهود النورسي وأربكان ذهبت سدى !!
لكن نواب اربكان الشباب كانوا يرون أن تركيا التي أنجبت محمد الفاتح قادرةٌ على إنجاب محمد فاتح آخر لا يرضى أن يكون مصطفى كمال أتاتورك المشكوك في نسبه حارساً على بابه !!
This entry was posted
on Thursday, July 3, 2008
at 11:32 AM
. You can follow any responses to this entry through the
comments feed
.