مفاهيم تجري في عروقنا مجري الدم  

Posted by اخوان بجد


لحبي لهذه الدعوة المباركة أخطُّ هذه السطور مؤديًا الواجب الذي تُمليه الدعوة على كل فردٍ من أفرادها ألا وهو:
أولاً: حراسة الدعوة والعمل على نشرها بالحكمة والموعظة الحسنة
ثانيًا: حماية الفكرة من المغالاة فيها أو الاعتداء عليها أو الانحراف عنها
ولذا كانت سطوري هذه لتأكيد التصور السليم، وتعميق المعاني وتثبيت المفاهيم لتوحيد الوجهة والمسار حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها.

فعلى مدار ستين عامًا أو يزيد قليلاً قضيتها في هذه الدعوة المباركة!!
أنعم مع إخواني بالفهم الدقيق، والإيمان العميق، والحب الوثيق، والعمل المتواصل، والوعي الكامل، وتحري القصد وسلامة الخطوات، وحبٍّ غُرِسَ في نفوسنا زاد من تماسك الجماعة؛ حتى عصت على الاختراق أو الاقتسام والتشرذم والتفرق، وهذا الحب هو الذي ميَّز جماعتنا عن أي تنظيماتٍ أخرى مهما بلغت دقتها أو كثر عددها، ولقد عبر عن هذا المعنى الإمام البنا حين قال:
"سنقاتل الناس بالحب" فإذا انتفى هذا الحب أو قل بين أفراد الجماعة فسمِّ الجماعة بأي اسم شئت إلا أن تكون "جماعة الإخوان المسلمين".

ورضوان الله على الإمام البنا الذي علَّمنا أن نردِّد صباح مساء وردًا أسماه "ورد الرابطة"؛ بدايته:
"اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك.."، وجعل الأخوَّة ركنًا من الأركان؛ بدونه لا يقوم بناء.

والجدير بالذكر أنني عاصرت جميع المرشدين بمَن فيهم الإمام البنا، غير أني كنت في مقتبل العمر لا أدرك أغراض الدعوة وأهدافها حتى شببتُ عن الطوق واستكملت الفهم وطبيعة الطريق بمعايشتي باقي المرشدين إلى أن سعدت بصحبة المرشد الحالي الأستاذ محمد عاكف وإخوانه الكرام.

المدرسة الواحدة
والذي أريد أن أؤكده أن جميع المرشدين وأتباعهم هم خريجو مدرسة واحدة، لها منهجها الواحد، وخطتها الواحدة، وأهدافها المحددة؛ فجميع المرشدين من بعد الإمام البنا يدينون له بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى، وينتسبون لمدرسةٍ واحدةٍ هي مدرسة الإمام البنا، وهم حرَّاسٌ على منهجها المستمَدّ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح من هذه الأمة، وهذه المدرسة بقيادتها وأفرادها يعرفون ثوابتهم التي لا اجتهادَ فيها ولا تبديلَ ولا تغيير مهما تغيَّر المرشدون أو تبدَّلت القيادات بتغير السنين والأحوال؛ فالثوابت عُمُد الجماعة الثابتة، والمتغيرات هي المجتهد فيها داخل مؤسسات الجماعة وليس بفرض آراء المرشدين وأوامرهم أو تبعًا لمدارسهم كما يدَّعي البعض.

ولم أعرف- كما لم يعرف أي فردٍ في الجماعة- مدرسةً أخرى تنتسب لمرشدٍ من المرشدين خاصةً به؛ كمدرسة عمر التلمساني مثلاً أو مدرسة مصطفى مشهور، رحمة الله على الجميع، ولو كانا على قيد الحياة لاستنكرا ما يُقال؛ فهذا كلامٌ لا يقوله مَن تربَّى في مدرسة البنا أو حتى صاحب رأي منصف، واسألوا الشباب قبل الشيوخ الذين تربَّوا على منهج الجماعة، فبالرغم من أنهم لم يروا معظم مرشديها إلا أنهم لم يروا اختلافًا أو تناقضًا في الفهم والحركة حين يقرءون للأستاذ الهضيبي أو الأستاذ عمر التلمساني أو الأستاذ أبو النصر أو الأستاذ مصطفى مشهور أو الأستاذ مأمون أو مرشدنا اليوم- أمدََّ الله في عمره- فالجميع مستقٍ من معين واحد.

وأحسب أن القارئ لهم جميعًا لن يحسَّ بفارق في المعاني والمفاهيم حين يتعرضون لشرح فكرة وتوضيح المنهج؛ اللهم إلا في أسلوب العرض والشرح، والحمد لله فالصفُّ نفسه بخيرٍ يجتمع على فهم واحدٍ دقيق وضوابط حاكمة تحكم المسير، ولم يختلف أحدٌ من أفراد الجماعة، فضلاً عن قادتها فيها، وبفضل الله أدبياتنا مسجلة ومفاهيمنا مسطرة ووثائقنا منشورة ومراجعنا معتمدة، وأساتذتنا من الشيوخ أمد الله في عمرهم، ومنهم مرشدنا الحالي، من السهل الرجوع إليهم، فهم بفضل الله عدول وأهل للثقة ومراجع للفهم.

أول مَن يحترم النظم
إنَّ المرشدَ العام لجماعة الإخوان المسلمين له اختصاصاته وأدواره التي حددتها اللوائح والنظم، وهم جميعًا بفضل الله أول مَن يحترمونها وينزلون عليها، فالمرشد العام يوجه ويتابع ويشارك ويبدي رأيه كما يبدي إخوانه آراءهم في الأمور والمسائل المعروضة، وليس له أن يفرض رأيه على الجماعة، فضلاً عن أن تكون له مدرسة خاصة به يطبع الجماعة بطابعها، ويدعو إليها ويتميز بها فهذا محال!!!.

وإن كان الأمر كما يدَّعي البعض فعلام تتكون المؤسسات؟ ولم تجتمع اللجان لاتخاذ قرار؟ ولم توضع الضوابط والاختصاصات؟ إذا كان المرشد هو الآمر الناهي فلماذا تعتبر الجماعة الشورى ملزمةً؟ ولماذا كل هذه المؤسسات الشورية والإدارية؟ فلتستغن الجماعة عن هذه المؤسسات إن كان الأمر كذلك ولتعتمد على أوامر المرشد وتوجيهاته فحسب!!! إن هذا لشيء عجاب!!.

صحيح- مما لا شك فيه- أن كل فردٍ مسلم بصرف النظر عن موقعه الدعوي أو الإداري يختلف عن الآخر في قدراته وإدارته وله شخصيته المستقلة المتميزة، والتي يقرها الإسلام؛ ذلك لأن هذا تعدد محمود، تظهر من خلاله القدرات والكفاءات والقيادات المختلفة، فهذا إداري ماهر؛ وذاك مربٍّ فاضل، وآخر محلل للأحداث بارع، وهذا حليم وهذا غضوب، وهذا صبور وهذا انفعالي، وهذا رقيق المشاعر وهذا شديد المراس، وهذا متأنٍّ وهذا شديد الانفعال، وبالرغم من هذا التنوع وهذا التعدد فإنه لا يبتعد أي فردٍ منهم عن المنهج والفكرة والخطة قيد أنملة بل يعمل على ضوء ذلك، قد تختلف التعبيرات والاجتهادات التي تحسمها الشورى، ولكن المقاصد والغايات واحدة والفكرة والأهداف يضبطها تصور واحد وتجمعها خطة واحدة، فهم شخصيات متعددة الصفات والقدرات ولكنها متحدة الفكرة والحركة والغاية.

ولأوضح للقارئ الكريم ذلك أسأل سؤالاً: هل ما كان يحمله ويتصف به أبو بكر الصديق رضي الله عنه من صفات وطبائع وقدرات كالتي يتصف بها الفاروق عمر بن الخطاب؟ وهل كان عثمان- رضي الله عنه- كعلي بن أبي طالب؟! وهل كان خالد سيف الله المسلول كابن مسعود؟! لقد اختلفوا في النظرة للأمور وتحليلها، ولكنَّ ثوابتهم واحدة والكل من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ملتمس يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

ومن هنا فإننا لا نتصور مع اختلاف طبائع المرشدين وأسلوبهم في إدارة الأمور أن يكون أسلوبهم واحدًا وطريقتهم واحدة، فهذا أمرٌ محال، ولكن مع خطة الجماعة وثوابتها وأهدافها لا يتصور أن يأمر أو يوجه أحدهم بالانفتاح على المجتمع والتعامل مع الأحزاب مثلاً ثم يأتي مَنْ بعده فيلغي هذا التوجه أو الخطة وكأن الجماعةَ لا تحكمها مؤسسات شورية وإدارية، فهذا فهم لا تقره العقول السليمة، فضلاً عن الواقع العملي للجماعة!!.

إن الأستاذ عمر التلمساني- جزاه الله عنا خير الجزاء- تولى مكتب الإرشاد في مرحلة شُوِّهت فيها الجماعة سنوات طوالاً، فكان نعم المرشد للمرحلة؛ فبحلمه وسعة صدره صحَّح صورة الجماعة في المجتمع وانفتح عليه وعلى أحزابه ومؤسساته المدنية، ثم جاء الأستاذ حامد أبو النصر وواصل المسير طبقًا لخطة الجماعة وتأكيدًا لتوجهاتها وسياستها في هذه المرحلة، ثم جاء الأستاذ مصطفى مشهور الذي اهتمَّ بتأصيل مفاهيم الجماعة متماشيًا مع المرحلة، وجاء من بعده الأستاذ مأمون الهضيبي- رحمة الله على الجميع- وواصل المسير وبطبيعته القضائية كانت ألفاظُه في غاية الدقة وتعبيراته تميل لدراسته القانونية، وأشهد أنه- رحمة الله عليه- كان أشدَّ حرصًا على تنفيذ خطة الجماعة وتوجُّهاتها.

وبالمناسبة هل سيطر أصحاب الجهاز الخاص على الجماعة وتوجهاتها؟ هذا الجهاز الذي يفخر به كل فردٍ في الجماعة؛ لأنه ما أنشئ إلا لمقاومة المستعمر، فهو ليس سُبَّةً في تاريخ الجماعة، بل هو موضع الإعزاز والفخر وسنتناول موضوعه بإيجابياته وسلبياته بتفصيل في "أوراق من تاريخ الجماعة" بمشيئة الله تعالى.

إن الذي يهمنا هنا هو دوام التشويه والتشويش للجماعة وقيادتها، وهذا ليس بجديدٍ على أصحاب الدعوات ولا يعيرونه التفاتًا، فبالمناسبة لقد شاركتُ مع إخواني في مكتب الإرشاد من أيام الأستاذ محمد حامد أبو النصر رحمة الله عليه، وتعاقب على المكتب كلٌّ من الإخوة الأستاذ الدكتور محمد حبيب النائب الأول، والأستاذ الدكتور محمود عزت أمينها العام، والأستاذ الدكتور محمود غزلان، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والأستاذ الدكتور محمد مرسي، والأستاذ الدكتور محمد بديع، والأستاذ الدكتور محمود حسين، والأستاذ الدكتور محمد بشر، والمهندس خيرت الشاطر النائب الثاني فك الله أسرهما، وكلهم كانوا من شباب الدعوة، وهؤلاء جميعًا لم يعايش أحد منهم الجهاز الخاص، بل منهم من لم يكن قد التحق بالجماعة أصلاً؛ فأين سيطرة رجال الجهاز الخاص على مكتب الإرشاد؟ ونظرة إلى تكوين المكتب اليوم نقول: كم بقي من الرعيل الأول في مكتب الإرشاد؟!

إن الافتراءات والكذب والتضليل ملازم لأصحاب الدعوات، وما نجا مرشد من المرشدين من الألسنة الحداد والافتراءات الكاذبة إلى يومنا هذا.

إفك قديم وبهتان
إن الحديث عن الإخوان وتقسيمهم إلى إصلاحي ومحافظ لعبة قديمة وحيلة ساذجة لا تنطلي على أفراد الجماعة الواعين؛ فهذا تقسيمٌ لا تعرفه الجماعة؛ لأن الجماعة كلها قادة وأفراد هم إصلاحيون، وما دعوة الجماعة إلا دعوة إصلاحية ولا تعرف تقسيمات بداخلها، فصفّها رباني يلتف حول قيادته تقل فيه الخلافات وتنعدم فيه الانشقاقات، والشورى الملزمة تحسم الخلاف، ولقد عشتُ بنفسي مواقف لا تعد ولا تحصى كان القرار فيها على خلافِ رأي المرشد الذي كان ينزل على هذا الرأى المخالف له بل ويدافع عنه؛ لأنه قرار الشورى الملزم، والذي يصبح رأي الجماعة الذي يحترمه الجميع الموافق والمخالف على حدٍّ سواء، ويعمل الجميع على وضعه موضع التنفيذ، وعلى رأسهم المرشد العام نفسه.

وللتاريخ أذكر ونحن في السجن عام 1965م وبعد أن صدرت الأحكام، أراد الأمن أن يحدث فتنةً كعادته بتقسيمه الإخوان داخل السجن إلى فئات:
البناءون: نسبة إلى الإمام البنا.
والهضيبيون: نسبة إلى الأستاذ حسن الهضيبي.
والقطبيون: نسبة إلى الشهيد سيد قطب.
فلم تنطلِ هذه الحيلة التي يُراد بها فتنة على الإخوان فسخروا من هذا التقسيم وكان الواحد منا يقابل أخاه داخل السجن فيقبّله ويحتضنه ويسلم عليه قائلاً له بتهكم: أهلاً بالبنائي فيرد عليه ساخرًا ليسمعه أرباب الفتنة: أهلاً بالهضيبيّ، وصارت دعابةً يتهكم عليها الإخوان، وباءت هذه المحاولة بالفشل التام بفضل الله ثم بوحدة الفهم بين الإخوان.

خلاصة القول:
كان الإمام البنا في أفكاره وسلوكياته شديد النفور وفائق الحساسية إزاء كل دواعي التعصب والتشنُّج، وعلم أتباعه وتلاميذه أن ينأوا بأنفسهم عن أجواء التشاحنات والتجاذبات، وأن يكون الحوار سبيلاً لتسوية كل خلافٍ ويحسم هذا الخلاف مؤسسيًّا داخل الجماعة.

ومن نافلة القول أن نقول: إن الجماعة تدعو إلى شمولية الإسلام وتكامل أبعاده ومحاولة ترسيخ هذا التصور السليم في الواقع الحياتي، مرتبطًا في هذا بالفكر والثقافة الإسلامية في تصوراتها، فكان اهتمام أفرادها الدفاع عن العقيدة وتراثها الحضاري الضابط للهوية الذاتية للجماعة وفضلاً عن ذلك فهي دعوة شاملة متعددة الجوانب والمستويات لأنها:
* دعوة لمطلق الإسلام في مواجهة مَن ينكره أو يشكك فيه.
* ودعوة لتطبيق شريعة الإسلام لتكوين أساس نظام يقوم على التدرج في التعامل بين الناس واسترجاعًا لمرجعيتها الإسلامية.
* وهي دعوة التحلي بالسلوك الأخلاقي الصادر عن قيم الإسلام وأصول الدين وفقه الشريعة وتاريخ السلف الصالح.
* وهي دعوة للتحرر السياسي من التبعية أيًّا كان نوعها لتكون لنا إرداتنا السياسية بادئين بالأصول قبل الفروع والتربية عندنا أصل والسياسة فرع.

يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1889م- 1965):
"إن السياسة لباب وقشور، وإن سياسة التربية هي الأصل لتربية السياسة- التي هي الفروع- والأصول مقدمة على الفروع، ولباب السياسة بمعناها العام عند جميع العقلاء- هو عبارة واحدة! إيجاد الأمة، ولا توجد الأمة إلا بتثبيت مقوماتها من جنس، ولغة، ودين، وإذا انعدم الشرط انعدم المشروط، ثم يفيض على الأمة من مجموع تلك الحالات إلهام لا يُغالب ولا يُرد.. وأن تلك المقومات متى اجتمعت تلاقحت ومتى تلاقحت ولدت وطنًا".

"إن الآمال في الإصلاح والنهوض إنما تتعلق على الأمة قبل الملوك والأمراء"؛ ولذلك كان منهجنا الإصلاحي معلنًا وواضحًا، وبدايته تربية لأفراد الجماعة وانفتاح على المجتمع لتوضيح الأفكار وتصحيح المسار تعلمنا ذلك كله من الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله "خلو بيني وبين الناس"، ومَنْ صحت بدايته صحت نهايته.

لقد أوضحت القيادة هذه المفاهيم في لقاءاتٍ مفتوحة ونقاشات حرة مرات عدة، فضلاً عن المكاتبات والرسائل التي تؤكد على هذه المفاهيم والمعاني حتى لا تختلط الثوابت بالمتغيرات، ومصدر التلقي من تشويه وسائل الإعلام وتلبيس الحق بالباطل، كل ذلك ليحيى من حيي عن بينة وليتبين الرشد من الغي، ويتضح الصبح لذي عينين ولتستبين سبيل المؤمنين.. وها أنا أُذكِّر نفسي وإخواني، والذكرى تنفع المؤمنين والله الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
فاللهم بلغت اللهم فاشهد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تجربة الاسلام السياسي فى تركيا (1ـ5) .. '' تحقيق ''  

Posted by اخوان بجد

الواقعية الاردوغانية والوحشية العلمانية من يضحك أخيراً ؟؟


وائل الحدينى

تأتي الأخبارُ من تركيا هذه الأيام متضاربةً : بعضُها يُعلن أن قيادات من العدالة والتنمية قد شرعوا في تأسيس حزبٍ على اعتبارِ أن حكم المحكمة الدستورية سيكونُ قاطعاً بحل حزبهم ومنع 71 من قياداته من ممارسةِ العمل السياسي .. ثم تأتي أخبارُ أخرى لتُكذب الخبر السابق وتؤكد أن أنصارَ تيار يساري هم الذين أسرعُوا بتأسيس حزبٍ جديد حتى يفوتوا على أردوغان فرصة اختيار (الشمس) رمزاً لحزبه الجديد في حال أُغِلق العدالة والتنمية ..
ينظر أردوغان دائماً إلى الضوء والدفء والأفق الرحب ، فإذا كان زمنُ المصباح قد ولىَ فلتكن الشمس التي أشرقت ملايين المرات شعارهم ، لكن يسار الظلام وعلمانية الضيق يحاولون سرقة الرمز وكأنه سيُرمم شعبيتُهم المنهارة أو يمزق خيوط العنكبوت التي نسجوها حول مبادئهم الهَرِمة !!
ما يحدثُ الآن على الساحةِ التركية ليس جديداً ، ففي مرات عديدة تدخل الجيشُ وانتصب الجنرالات برعايةٍ علمانية لفرض واقعاً يرونه الأصوب ، و المدعي العام ُ يقفُ دائماً على أهبة الاستعدادِ كرأس حربةٍ بربريةْ يطالب بإعدام هذا وحظر هذا ، والجيشُ غالباً أداةُ بلا عقل !
من النورسي إلى اربكان
(1) سعيد النورسي ـ الملقب ببديع الزمان والذي أسس الحركة النورية وسمى تلامذته إخوان النور وواجه الاتحاد والترقي ـ وقف بقوة مدافعاً عن الشريعة أمام المدعي العام الذي طالب بإعدامه قائلاً : ( لو كنتُ املك آلف روحٍ لافتديت كلٍ منها لأجل حقيقة واحدة هي الشريعة ) .. وحينما أُفرج عنه خرج ليمشي في الميادين وهو يصرخ :
( تحيا جهنم للظالمين.... تحيا جهنم للظالمين ) ..
وحينما دعَا الناسَ للصلاةٍ في وجودِ أتاتورك قال له يا : (أستاذ نحن دعوناك هنا لنستفيد من آرائك العليا لا لتشغلنا بالصلاة ) قام النورسي من مكانهِ وتقدم نحو أتاتورك و أشار بإصبعيه السبابةٌ والوسطى إلى عينيه وكأنه يخطفهما : ( باشا باشا إن الحقيقةً العظمى في الكونِ هي الإيمان ، ويلي الإيمانُ الصلاة من ترك الصلاة فهو خائن وحكم الخائن انه مردود) ..
لكن النورسيُ كان أفضلُ حالاً من الكثيرين .. فأئمةٌ مشهورين قتلوا في معركة القبّعة ، وعددٌ من العلماء شُنقوا وعُلقت أجسادهم أمام المساجد لأنهم رفعوا الأذان باللغة العربية. ثم جاءت الهجمةٌ الشرسة على أسماء الشعب وهي ما عُرفت بـ"معركة الألقاب"، وبدا واضحًا أن أتاتورك ورجاله يسعون لتغيير دين الشعب وهيئته وأسماءه بعيدًا عن الإسلام ، ففي الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية جُمعت المصاحف والكتب الدينية ووضعت على ظهور الإبل ليقودها رجل يرتدي الزي العربي ويتجه بها نحو الجزيرة العربية، وعُلقت على رقاب الإبل لافتة تقول:(جاءت من الصحراء، ولتعد إلى الصحراء، وجاءت من العرب، فلتذهب إلى العرب) .
في الساعة التاسعة وخمس دقائق في 10 /11 /1938عندما لفظ أتاتورك آخر أنفاسه في قصر دولما باغشة في اسطنبول لم يعني ذلك أن العلمانيةً الاتاتوركية فقدت حصونها المنيعة فحراس صنم أتاتورك كانوا أكثر التزاماً بمبادئه ، واشدُ تطرفاً في مواجهة أعدائه .
إلا أن انفراجةً جاءت بتشكيل عدنان مندريس وزارته في 25 /11 /1957، فقد سمحت الحكومة الجديدة بتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة التركية بعدما كان محظوراً ، وافتتحت كلية الإلهيات (الشريعة ) وفتحت العديد من المدارس الشرعية المسماة مدارس الأئمة والخطباء ، ورخص لمعاهد تحفيظ القرآن الكريم ،، لكن انقلاباً بقيادة الجنرال جمال غور سيل أعادَ الزمن للوراء بشكل دموي بعدما حكم بإعدام عدنان مندريس، ووزير خارجيته فاتن رشدي زورلو ، ووزير ماليته حسن بولادقان ، وحكم على الرئيس محمود جلال بايار بالسجن المؤبد ..
وتم تسريح خمسةُ آلاف ضابطٍ من رتبة جنرال حتى رتبة مقدم تحت شعار تنقية الجيش من الأصوليين ، وأقالوا 147 أستاذا من أساتذة الجامعات .
و أذاع البيان الانقلابي ( ألب ارسلان توركيش ) شيطان العلمانية وثعلب تركيا العجوز المولود في قبرص سنة 1917..
وقف ألب ارسلان أمام اربكان طويلاً خاصة في أحداث 97 وأرهق كل منهم الآخر ، لكنه شاهد هزيمةُ حزبه الحركة القومية واندحاره مرة بعد أخرى على يد الأصولية التي تلا بيان دفنها !!
(2)البروفيسور نجم الدين اربكان المولود عام 1926م ظهر في نهاية الستينات ليدخل البرلمان عن دائرة (قونيه) مستقلاً بعدها شكل مع مجموعةٍ من النواب المتدينين (حزب النظام الوطني) الذي كان شعاره قبضةُ يد منطلقة في الهواء وإصبع الشهادة موجهاً نحو الأمام .
إلا انه في أبريل 1971م وجهت له بعض التهم و قدُِّم للمحكمة التي أصدرت أمراً بإلغاء حزبه الذي لم يستمر سوى (16) شهرا ً، مع مصادرة ممتلكاته ومنع شخصياته من العمل من خلال أي حزب سياسي آخر، ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد كما أنه لا يجوز لهم ترشيح أنفسهم ولو كانوا مستقلين !!!
ورغم ذلك أسس اربكان في 11/10/1972 . حزب السلامة وعلى إثر انتخابات 14/10/1973م شكَّل السلامة مع حزب الشعب ائتلافاً وزاريًّا تولى فيه أربكان منصب نائب رئيس الوزراء لمدة تسعة أشهر قبل أن تسقط الحكومة بانسحابه من الائتلاف .. وفي 5/12/1978م طالب المدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه (السلامة الوطني)بدعوى أنه يستغل الدين في السياسة وهو أمر مخالف لمبادئ أتاتورك العلمانية. ـ في 12/9/1980م قاد الجنرال كنعان ايفرين انقلاباً تسلم الجيش بموجبه زمام الأمور في البلاد.
أقام الانقلابيون (محاكم تفتيش) وبلغ عدد المعتقلين 30 ألفاً على رأسهم اربكان الذي أحيل مع ٣٣ شخصاً من قيادات حزب السلامة إلى المحكمة العسكرية وطلبت لهم النيابة العامة أحكاماً تتراوح ما بين ٤١ و٦٣ سنة سجن ، وتم حلُ الحزب.
لكن اربكان عاد رئيساً للوزراء تحت عباءة الرفاه في 1996!!وفي 28-2-1997 وجه مجلسُ الأمن القومي إليه رسالةٌ تحذيرية تطلبُ منه تنفيذ عددٍ من الإجراءات الموجهة ضد نشاطات ومظاهر إسلامية (كا لحجاب ، ومدارس الأئمة والخطباء ، ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم ).وقام الجيشُ التركي باستعراض عضلاته في إحدى ضواحي أنقرة
وأغلقت الشرطة (18) مركزاً للتعليم الإسلامي ، واعتبر رئيس الأركان أن : تحطيم الأصولية الإسلامية في تركيا مسألة حياة أو موت بالنسبة للجيش ، واصدر مجلس الأمن التركي تقريراً في (70 صفحة) عن خطر الرجعية في تركيا على العلمانية ، ونشر لائحة سوداء بأسماء (600) مؤسسة صناعية وتجارية يدعو الحكومة والشعب لمقاطعتها لأن الأصوليين يديرونها !! متهماً حزب الرفاه علناً بدعم الأصولية وبالتحريض ضد العلمانية ..كما قامت محكمة عسكرية بتوقيف ثلاثة من مرافقي أربكانوهدد الجيش باللجوء إلى السلاح لإزالة الخطر الأصولي على العلمانية !!
لكن في رسالةِ تحد للجيش أعلن أربكان عزم حكومته على بناء مسجد ضخم في ميدان "التقسيم" في إسطنبول حيث ينتصب أكبر تمثال لمصطفى كمال ، وبناء مسجد آخر في أنقرة في منطقة "شانكايا" التي تحتضن مقار مؤسسات الجمهورية العلمانية الرسمية . مؤكدا للصحافة أن العلمانية لا تعني قلَّة الدين.. وبعد أسبوع من إنذار الجنرالات حذَّر أربكان في تصريح صحفي الجيش من محاربة الإسلام ، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن يقضي على شعب مؤمن . وفي 11/5/1997افتتح أربكان اجتماعاً ضم ممثلين لثماني دول إسلامية لبحث إمكانية تشكيل سوق إسلامية مشتركة ، وهو ما اعتبره العلمانيون بمثابة إعلان حرب جديد على النظام
وفى خُطة مُحمكة تم إلغاء شراكة حزب الوطن الأم بزعامة تانسو تشيللر مع الرفاه بزعامة أربكان ، وأدى انفراط شراكة الحزبين إلى استقالة الحكومة في أوائل شهر يونيو من عام 1997.وفي 9-6-1997م تقدم المدَّعي العام بدعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية، مطالباً بحل حزب الرفاه بتهمة العمل على تغيير النظام العلماني في تركيا.وفي شهر يناير من عام 1997م أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحل الرفاه ، وبمنع أربكان وعدد من قادة الحزب من العمل السياسي لمدة خمس سنوات.
ظن البعضُ بهذه النهاية الدرامية أن تجربة الإسلام السياسي في تركيا انتهت إلى غير رجعة ، وان جهود النورسي وأربكان ذهبت سدى !!
لكن نواب اربكان الشباب كانوا يرون أن تركيا التي أنجبت محمد الفاتح قادرةٌ على إنجاب محمد فاتح آخر لا يرضى أن يكون مصطفى كمال أتاتورك المشكوك في نسبه حارساً على بابه !!

هل الإخوان جماعة سياسية ؟!!  

Posted by اخوان بجد

الإخوان والعمل السياسي



يري بعض المتحاملين على الإخوان المسلمين أنهم جماعة سياسية لأنهم يخلطون الدين

بالسياسة ، ويشتغلون بها وهذا خطأ بيِن ، لأن المتحدث بمثل هذا لا يعرف السياسة ، ولا

يفقه الإسلام بشموله ، ولا يعرف العلاقة بينهما ، والحقيقة أن هذا الجهل بالإسلام قد

استشري في الأمة زمن الضعف حتى أنك تجد أن الشيخ البنا-رحمه الله - يعبر عن هذه

الفترة المحزنه أصدق تعبير فيقول :

"قلما تجد إنسانا يتحدث إليك عن الإسلام والسياسة إلا وجدته يفصل بينهما ،

ويضع كل واحد من المعنيين في جانب ، فهما عند الناس لا يلتقيان

ولا يجتمعان ، ومن هنا سميت هذه جمعية إسلامية لا سياسية ، وذلك اجتماع ديني لا سياسة

فيه ، ورأيت في صدر قوانين الجمعيات الإسلامية ومنهجها "لا تتعرض الجمعية للشؤون

السياسية" .

ويحسن بنا لبيان هذا الجهل أن نعرف السياسة سواء عند الغربيين أو الإسلاميين حتى
نعرف إن كان الإسلام يهتم بالسياسة أم لا ، أو هو السياسة . نفسها وليس شيئا آخر ، ونبدأ

بتعريف الغربيين للسياسة من عهد أرسطو إلى اليوم .

فالسياسة عند فلاسفة اليونان -أرسطو خاصة -

هي كل ما من شأنه أن يحقق الحياة الخيرة في المجتمع ، فهي تستوعب كافة الشؤون السائدة


في المجتمع

وهذا التحديد يعتبر السياسة فرعا عن الأخلاق ، ولعل المعني اللغوي عند العرب لهذا

المصطلح يتشابه مع التحديد الأوسطي له من حيث الاتصال بالأخلاق ، ومن حيث الشمول

فأصل كلمة "سياسة" جاء من السوس ، وهي تعني الرئاسة ، وعندما نقول : ساس الأمر ،

نعني : أنه قام به ، وشرط السياسة أن يقوم بالأمر "بما يصلحه " أي أمر الجماعة أو

مجموع الناس.

أما السياسة عند الإسلاميين فقد عبر عنها ابن عقيل الحنبلي حيث قال :

السياسة هي ما يكون الناس معه أقرب إلي الصلاح والفلاح وأبعد عن الفساد في أمورهم

الدنيوية ، وان لم يضعه رسول أو نزل به وحي

. وقد عرف رفاعة الطهطاوي السياسة بقوله :

"هي فن الإدارة أو تدبير المملكة ونحو ذلك " ، ثم قال والبحث في هذا العلم ودوران الألسن

فيه والتحدث به والمنادمة عليه في المجالس والمحافل والخوض فيه كل ذلك يسمى "سياسة"
. وعرفها مالك بن نبي بقوله .

"هي العمل المنظم الفعال الذي تقوم به الأمة ككل - الدولة والجماعات - المتفق مع عقيدة

جمهورها لتحقيق التجانس والتعاون بين الدولة والفرد على الصعيد الاجتماعي والثقافي

لتكون السياسة مؤثرا حقيقيا في واقع الوطن"

. ويقول الدكتور زكي نجيب محمود :

" هذه اللفظة تعني تحقيق المصالح المشتركة بين الناس في مجتمع معين ، وأن هذا الصالح

المشترك لهو حاصل جميع المنافع التي تنتفع بها مجموعة الأفراد كل في مجاله "

وعلى هذا فالسياسة الشرعية كما يقول الفقهاء هي : تدبير الشؤون العامة للدولة ا لإسلامية

بما يكفل تحقيق المصالح ودفع المضار بما لا يتعدي حدود الشريعة وأصولها الكلية لي وإن

لم يسبق إلي القول به الأئمة المجتهدون .

مفهوم السياسة عند الإخوان المسلمين :

بعد هذا العرض لمعني السياسة ننظر إلى فهم الإخوان المسلمين لها ونأخذ هذا الفهم من

عرض الشيخ حسن البنا- المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين - لمفهوم السياسة عند

حديثة عن علاقة الإسلام بالسياسة ، وموقف المسلم منها ، يقول رحمه الله :

"السياسة هي : النظر في شئون الأمة الداخلية والخارجية ولها جانبين : الداخلي ،

وتعني السياسة - عندئذ - : (تنظيم أمر الحكومة وبيان مهماتها ، وتفصيل واجباتها

وحقوقها ، ومراقبة الحاكمين ، والإشراف عليهم ليطاعوا إذا أحسنوا ، وينقدوا إذا

أساءوا) والجانب الخارجي وتعني السياسة حينئذ (المحافظة على استقلال الأمة وحريتها

، والسير بها إلى الأهداف التي تحتل بها مكانتها بين الأم ، وتخليصها من استبداد غيرها

بها وتدخله في شئونها) 00 الخ


ويربط البنا بوضوح بين العقيدة والعمل السياسي بقوله : (إن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا


كان سياسيا : بعيد النظر في شؤون أمته ، مهتما بها ، فالمسلم مطالب بحكم إسلامه أن يعني


بكل شؤون أمته ، ويقول :


(إننا سياسيون بمعني أننا نهتم بشئون أمتنا وأننا نعمل لاستكمال الحرية . . الخ )


. فالسياسة عند الإخوان هي التفكير في شئون الأمة الداخلية والخارجية ، والاهتمام بها


والعمل على إصلاح كافة جوانبها ، وهي ترتبط بالعقيدة والأخلاق ، وتهدف إلى التغيير ،


وهذا التحديد كان يتلاءم مع الواقع المصري وخاصة في فترة الاحتلال الأجنبي ويعطي


الفرد دافعا داخليا للعمل السياسي تفكيرا واهتماما وعملا مغيرا لأوضاع الأمة ، ويجعل


السياسة مسألة تخص كل مسلم لأن أمور أمته في مقدمة أولوياته ، ولأنه مفروض أن يعمل


جاهدا لإصلاحها وعزتها وتقدمها .


والمقابلة بين تعريف ابن نبي وتعريف زكي نجيب محمود وتعريف الإخوان تظهر تقاربا


بينها جميعا ، فهي عند الأول العمل المغير للإطار الثقافي ، وعند الثاني العمل المغير


للأوضاع الاجتماعية نحو الأفضل والخير ، وعند الإخوان التفكير ، والاهتمام والعمل


المصلح لشئون ا لأمة كلها داخلها وخارجها ، والإصلاح تغيير بالضرورة وعلى الرغم من


أن مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا -رحمه الله - قد وضح ذلك كما قدمنا بأسلوب لا لبس


فيه إلا أن البعض ما زال لا يريد أن يقرأ، أو لا يريد أن يفهم ، أن الإسلام ما جاء بقرآنه


وسنته وسيرة سلفه الصالح إلا ليصلح حياة الناس وأعمالهم ويقود الأمة ويحكمها مصداقا


لقوله تعالي :


وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم "


(المائدة : 49)


ولهذا فقد أكد الإمام البنا -رحمه الله - على أن مرجعية الجماعة هي الكتاب والسنة وعمل


السلف الصالح في الدعوة إلى إصلاح حال الناس


والأمة بتعاليم وأحكام وهدي الإسلام دون النظر إلى الألفاظ والمسميات وهو بهذا يبين جهل


أصحاب هذه الشبهات فيقول -رحمه الله -:


نحن والسياسة :
ويقول قوم : إن الإخوان المسلمين قوم سياسيون ودعوتهم دعوة سياسية ، ولهم من


وراء ذلك مآرب أخرى ّ!!

فما الردعلى هذا القول وللحديث بقية

حول شعبية الإخوان ... رؤى وأراء !!  

Posted by اخوان بجد


بقلم الأستاذ محمد السروجى



مخزون هائل من الخواطر والانفعالات والنقد والتعليقات على مقالي السابق

"شعبية الإخوان ... إلى أين؟" والمنشور على الموقع المميز"نافذة مصر" وموقع" شبكة الحوار"

بعضها على صفحة الموقع ومعظمها على بريدي الإلكتروني منها ما هو مختصر أشبه بالبرقيات ومعظمها مطول أشبه

بالمقالات، تارة بالنقد الذي بلغ درجة الهجوم بأنني أدافع عن الإخوان وأبرر كافة التصرفات والقرارات حتى ولو كانت

خطأ وتارة بالأفكار والرؤى والمقترحات ، ومع اعتزازي وتقديري لكافة التعليقات والآراء المطروحة في هذا الشأن

وغيره لكن الملفت للنظر هو حالة الاحتقان والسخط التي تضمنتها الكلمات وأكدتها مواقف مشابهة على عدد من

المدونات ، وتساءلت إن كان هناك ثمة مبرر في الرفض والهجوم على الجماعة من خارجها ربما لأغراض سياسية أو

أمنية أو عدم معرفة كافية بالجماعة(وهذه مسئوليتها) فما هو مبرر هذا الموقف من داخلها ؟ وكيف ستتعاطى الجماعة

معه؟ هل ستنظر إليه نظرة كمية بمعنى أنه عدد قليل إذا ما قورن بحجم الجماعة وبالتالي فهو متوقع وغير مؤثر؟ أم أنها

حالة طبيعية وعلامة صحة وحيوية تضاف إلى رصيدها؟ أم أن هناك فعلاً مشكلات إدارية وشبهات فكرية ومعوقات

دعوية ؟عموماً سأطرح هنا بعض الأسباب المتوقعة لهذه الحالة من باب المشاركة في التشخيص ثم نتواصل معاً في

مقترحات التعاطي و المعالجة .

أسباب متوقعة

يرى عدد غير قليل من المهتمين بالحركة الإسلامية بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة أن هناك عدة أسباب لهذه الحالة
منها:

** انعكاس لحالة الاحتقان العام داخل المجتمع المصري ولأسباب معظمها معيشية يعاني منها الجميع والإخوان جزء منه

** حالة الاستهداف و الاستنزاف التي تعانيها الجماعة على المستوى البشري باعتقال القيادات والمالي بمصادرة

الأموال والشركات والمنهجي بالطعن في الثوابت والمنطلقات

** مناخ الحراك السياسي الذي يعيشه الشعب المصري ويشارك فيها الإخوان تأثراً وتأثيراً

** انعكاسات الإعلام الحكومي والموالي والمستقل وكثرة الرؤى والآراء حول مواقف الجماعة وتصريحات بعض

قياداتها والتي أحياناً لا تلقى قبولاً من بعض القواعد

** اختلاف الآراء ووجهات النظر بين أفراد الجماعة في المسألة الواحدة وهو أمر متوقع بل ومطلوب

** غياب حيثيات القرار أو بعضها عن القواعد والقيادات الوسيطة بغض النظر عن سبب هذا الغياب

** عدم مشاركة قطاع كبير من القواعد في دوائر صنع واتخاذ القرار ولأسباب عدة وهذا طبيعي في كل التنظيمات

والتشكيلات الإدارية ولاعتبارات كثيرة

** غياب الرؤية المتكاملة للمشروع الإصلاحي الذي يتبناه الإخوان عن عدد غير قليل من القواعد والقيادات الوسيطة

الذين غلب عليهم طابع معين دون غيره في الممارسة

** غياب المساحات الكافية للحوار والنقاش لتوليد القناعات وتوضيح الرؤى و المبررات

** حالة الإجهاد التي يعانيها أعضاء الجماعة بسبب كثرة المناشط و الفاعليات نظراً لكثرة وتلاحق الأحداث و حرص

الجماعة على مواكبتها انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية

هذه مجموعة متوقعة من الأسباب أطرحها تعبيراً عن رؤيتي الشخصية التي قد أوفق فيها أو أخفق ولكنه الحرص على

المشاركة ، والموضوع يحتاج لدراسات معمقة تتناسب مع حجم وتاريخ ورصيد جماعة الإخوان عقل وقلب تيار

الإصلاح النابض والقادم


(نقلاً عن البى بى السي البريطانية بتاريخ الجمعة 02 مايو 2008)
نشرت صحيفة "البديل" المصرية المستقلة تقريرا أفاد بأن بعض المصريين الفقراء قاموا بشراء طيور الدجاج "الميتة" والتي يُشتبه بأنها مصابة بمرض إنفلونزا الطيور، وذلك بسبب عدم مقدرتهم على شراء اللحوم بأسعار السوق المحلية المرتفعة.
وجاء في التقرير أن سكان بلدة طلخا الواقعة في دلتا النيل دفعهم اليأس من عدم مقدرتهم على شراء اللحوم إلى درجة أنه جرى تدافع خارج مزرعة جرى فيها ذبح آلاف طيور الدجاج بسبب مخاوف من أنها كانت مصابة بإنفلونزا الطيور.
ونقلت الصحيفة عن سكان طلخا قولهم إن الدجاجة الواحدة تُباع بمبلغ خمسة جنيهات فقط.
وحول تدافع فقراء طلخا لشراء "الفراخ الميتة" قال حمدي شعبان، أحد سكان البلدة، لمراسل الصحيفة: "بمجرد أن نظرت من النافذة، رأيت أعدادا كبيرة تتجه صوب الأبواب الخلفية لمزرعة المديرية بطلخا، وفي غمرة التزاحم سقط بعضهم في المصرف (المائي) الفاصل بين منازل الأهالي والمزرعة، وذلك من أجل شراء دجاج مقابل خمسة جنيهات للدجاجة الواحدة."
وقال المواطن شريف حسين للصحيفة نفسها: "حتى لو كانت (الدجاجات) مصابة فعلا بإنفلونزا الطيور، فسنغليها جيدا بالماء... فنحن نريد أكل اللحم."
تقول الصحيفة إن القصة بدأت "عندما أعلنت مديرية الطب البيطري بمحافظة الدقهلية منذ خمسة أيام الاشتباه بوجود حالات مصابة بأنفلونزا الطيور في مزرعة "البياض" بطلخا، تم على أثرها عزل عدد من العاملين في المزرعة وإعدام 35500 دجاجة ودفنها دفنا صحيا."
هذا ولم تعرض الصحيفة لرأي الجهات الرسمية المختصة أو للقائمين على المزرعة المذكورة، وإن كانت السلطات المحلية قد اتخذت أي إجراءت لحماية الصحة العامة ومنع المواطنين من الوصول إلى الدجاج "المصاب".
وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت في السادس والعشرين من شهر فبراير/شباط الماضي عن إصابة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات بإنفلونزا الطيور ليرتفع بذلك عدد المصابين بالمرض القاتل في البلاد إلى 44 شخصا


ذكر تقرير عمالي دولي أن التنازلات والامتيازات التي منحها الرئيس حسني مبارك للعمال ستؤدى إلى مزيد من المقاومة العمالية، كما أن أعمال القمع التي مارستها الحكومة في المحلة الكبرى الشهر الماضي لم تخمد التظاهرات، أو الإضرابات العمالية.
وقال التقرير الذي نشره موقع "سوشيل ووركر" (العامل الاشتراكي) إن منحة الثلاثين يوما التي منحتها الحكومة الشهر الماضي لعمال المحلة وصفها العمال هناك بأنها رشوة حكومية، وأنها أتت بأثر عكسي

اقتصاديون يتوقعون تآكل المرتبات بعد العلاوة الجديدة ويحذرون من سياسة طبع البنكوت لتدبير مواردها

حذر خبراء اقتصاديون من قيام الحكومة بالتوسع في طبع أوراق البنكنوت لتوفير مبلغ 15 مليار جنيه للوفاء بزيادة رواتب العاملين بالدولة بنسبة 30% حسبما جاء في خطاب الرئيس مبارك أمس بمناسبة عيد العمال ، مشيرين إلى أن هذه الزيادة ستفقد قيمتها إذا لم يتم ضخ سلع ومنتجات بالأسواق لتجنب تضخم محتمل سينتج عن تزايد إقبال المواطنين على السلع والمنتجات بعد زيادة المرتبات خلال شهر مايو.وأكد الكاتب الاقتصادي ممدوح الولي أن هذه الزيادة لا تتناسب إطلاقا مع الزيادة الرهيبة في أسعار السلع والخدمات ، وأوضح أن زيادة الرواتب ليست حلا جذريا للمشكلة وإنما مجرد مسكن ، لأن هذه الزيادة سوف تتآكل نتيجة لارتفاع معدلات التضخم المنتظرة إذا لم يتم ضخ سلع ومنتجات في الأسواق ، نظرا لأنه مع زيادة المرتبات سيزيد إقبال الناس على الشراء وبالتالي يزيد الطلب على المعروض فترتفع الأسعار ويتزايد معدل التضخم.ولفت الولي إلى أن الدول الغربية الآن تحاول تقليص حجم المعروض النقدي بهدف تقليل معدلات التضخم ، على خلاف ما يحدث في مصر حاليا ، حيث يزيد المعروض النقدي في الوقت الذي يقل فيه المعروض من السلع والخدمات ، والنتيجة هي زيادة التضخم.وشدد على أنه مما يزيد من تفاقم الأزمة أن النظام الحالي قد فشل فشلا ذريعا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع والحبوب الغذائية ، حيث أنه لا يحقق سوى 2% فقط اكتفاء ذاتيا من العدس و 43% من الفول و 15% من الزيوت و 55% من القمح.ورجح الولي أن تسعى الحكومة لتدبير مواردها لصرف هذه الزيادة من خلال إلغاء بعض الإعفاءات الضريبة ، وتطبيق قانون الضرائب العقارية الجديد الذي يدخل شرائح جديدة ، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب من الحكومة في التدبير سيتضح خلال مناقشة الموازنة العامة الجديدة للدولة.من جانبه ، طالب الدكتور حسن عبد الفضيل الخبير الاقتصادي الحكومة بضبط الأسواق والحد من الارتفاع الرهيب في أسعار السلع والخدمات إذا أرادت أن تكون لهذه الزيادة جدوى ، مضيفا أنها يجب أن
تبحث عن موارد حقيقية لتمويل هذه الزيادة ، وعدم الاعتماد على أسلوب التوسع في طبع البنكوت
الذي سيصب في خانة رفع معدلات التضخم من 15 إلى 22 و 23%.ونبه عبد الفضيل إلى أن 30% من الرواتب يعني أن الحكومة مطالبة بتوفير 15 مليار جنيه لتطبيق هذه الزيادة ، محذرا من إقدامها على بيع المزيد من أصول الدولة وممتلكاتها لتوفير هذه الزيادة ، ومقترحا أن يتم توفير هذه الزيادة من خلال وقف بعض المشروعات الكبرى التي تستنزف موارد الدولة ، والتي تخدم في الأساس رجال الأعمال والمستثمرين فقط ، مثل طريق مصر الإسكندرية الصحراوي الذي رصدت له الدولة 2 مليار جنيه ولا يخدم إلا سكان الساحل الشمالي من رجال الأعمال وأصحاب الأراضي الواقعة على جانبي الطريق ، وكذلك أعمال الرصف والتطوير الوهمية للشوارع والطرق والمطارات.وشدد على أن الحكومة إذا كانت جادة في توفير هذا المبلغ فعليها تجفيف منابع الفساد وإهدار المال العام واعتماد الشفافية في كافة قطاعات الدولة ، والعمل على زيادة الإنتاج من خلال تحديث المصانع ، وتحفيز المزارعين لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب.أما فاروق العشري الخبير الاقتصادي فطالب بفرض ضرائب تصاعدية على رجال الأعمال والمستثمرين ، حتى يتم دعم الفقراء ومحدودي الدخل ، وهو ما يعد نوعا من أنواع إعادة توزيع الثروات بشكل عادل.ولافت إلى أن أكثر من 75 بالمئة من ناتج الدخل القومي يصب في جيوب رجال الأعمال وطبقة الأغنياء الجدد
نقلا عن المصريون