بقلم الأستاذ محمد السروجى
مخزون هائل من الخواطر والانفعالات والنقد والتعليقات على مقالي السابق
"شعبية الإخوان ... إلى أين؟" والمنشور على الموقع المميز"نافذة مصر" وموقع" شبكة الحوار"
بعضها على صفحة الموقع ومعظمها على بريدي الإلكتروني منها ما هو مختصر أشبه بالبرقيات ومعظمها مطول أشبه
بالمقالات، تارة بالنقد الذي بلغ درجة الهجوم بأنني أدافع عن الإخوان وأبرر كافة التصرفات والقرارات حتى ولو كانت
خطأ وتارة بالأفكار والرؤى والمقترحات ، ومع اعتزازي وتقديري لكافة التعليقات والآراء المطروحة في هذا الشأن
وغيره لكن الملفت للنظر هو حالة الاحتقان والسخط التي تضمنتها الكلمات وأكدتها مواقف مشابهة على عدد من
المدونات ، وتساءلت إن كان هناك ثمة مبرر في الرفض والهجوم على الجماعة من خارجها ربما لأغراض سياسية أو
أمنية أو عدم معرفة كافية بالجماعة(وهذه مسئوليتها) فما هو مبرر هذا الموقف من داخلها ؟ وكيف ستتعاطى الجماعة
معه؟ هل ستنظر إليه نظرة كمية بمعنى أنه عدد قليل إذا ما قورن بحجم الجماعة وبالتالي فهو متوقع وغير مؤثر؟ أم أنها
حالة طبيعية وعلامة صحة وحيوية تضاف إلى رصيدها؟ أم أن هناك فعلاً مشكلات إدارية وشبهات فكرية ومعوقات
دعوية ؟عموماً سأطرح هنا بعض الأسباب المتوقعة لهذه الحالة من باب المشاركة في التشخيص ثم نتواصل معاً في
مقترحات التعاطي و المعالجة .
أسباب متوقعة
يرى عدد غير قليل من المهتمين بالحركة الإسلامية بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة أن هناك عدة أسباب لهذه الحالة
منها:
** انعكاس لحالة الاحتقان العام داخل المجتمع المصري ولأسباب معظمها معيشية يعاني منها الجميع والإخوان جزء منه
** حالة الاستهداف و الاستنزاف التي تعانيها الجماعة على المستوى البشري باعتقال القيادات والمالي بمصادرة
الأموال والشركات والمنهجي بالطعن في الثوابت والمنطلقات
** مناخ الحراك السياسي الذي يعيشه الشعب المصري ويشارك فيها الإخوان تأثراً وتأثيراً
** انعكاسات الإعلام الحكومي والموالي والمستقل وكثرة الرؤى والآراء حول مواقف الجماعة وتصريحات بعض
قياداتها والتي أحياناً لا تلقى قبولاً من بعض القواعد
** اختلاف الآراء ووجهات النظر بين أفراد الجماعة في المسألة الواحدة وهو أمر متوقع بل ومطلوب
** غياب حيثيات القرار أو بعضها عن القواعد والقيادات الوسيطة بغض النظر عن سبب هذا الغياب
** عدم مشاركة قطاع كبير من القواعد في دوائر صنع واتخاذ القرار ولأسباب عدة وهذا طبيعي في كل التنظيمات
والتشكيلات الإدارية ولاعتبارات كثيرة
** غياب الرؤية المتكاملة للمشروع الإصلاحي الذي يتبناه الإخوان عن عدد غير قليل من القواعد والقيادات الوسيطة
الذين غلب عليهم طابع معين دون غيره في الممارسة
** غياب المساحات الكافية للحوار والنقاش لتوليد القناعات وتوضيح الرؤى و المبررات
** حالة الإجهاد التي يعانيها أعضاء الجماعة بسبب كثرة المناشط و الفاعليات نظراً لكثرة وتلاحق الأحداث و حرص
الجماعة على مواكبتها انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية
هذه مجموعة متوقعة من الأسباب أطرحها تعبيراً عن رؤيتي الشخصية التي قد أوفق فيها أو أخفق ولكنه الحرص على
المشاركة ، والموضوع يحتاج لدراسات معمقة تتناسب مع حجم وتاريخ ورصيد جماعة الإخوان عقل وقلب تيار
الإصلاح النابض والقادم
This entry was posted
on Wednesday, June 4, 2008
at 6:23 AM
. You can follow any responses to this entry through the
comments feed
.