يحمل مبارك مشاعر طيبة وعذوبة ورقة شهدناها عبر الشاشات في مواقف قليلة لكن حالت بينها وبين الشعب جدران سميكة ووسطاء .. ربما ببواعث الأمن أو بقناعات الاستقرار !!
لم يبدي نظام مبارك التسامح تجاه الشعب في مواطن كثيرة . دائما كانت القبضة المتشددة جاهزة للرد والحسم ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
1- تزوير كل الانتخابات التي تمت في عهده ( محلية ، وبرلمانية ، و رئاسية حتى النقابية ) .
2- التعامل الغير إنساني مع كل التظاهرات باستثناء الفترة التي أعقبت تغيير المادة 76 ومن ذلك:
- الاعتداء على الصحفيات المعترضات على تعديل المادة وخلع ملابسهن عند ضريح سعد زغلول أمام أعين الفضائيات وعدسات الصحف .
- اعتقال أعداد كبيرة من المتظاهرين المساندين للقضاة في أزمة المستشارين البسطويسي ومكي التي أعقبت كشف تجاوزات الانتخابات البرلمانية الأخيرة .
- الاعتداء على السياسيين بحجم د/ المسيري وخطفهم ورميهم بالصحراء .
- اعتقال أكثر من 2000 شخص في التظاهرة الأخيرة المناصرة لغزة واحتجازهم بشكل وحشي في مقار الأمن المركزي وعدم الإفراج عن الكثيرين منهم حتى الآن ..
- عدم الاكتفاء باعتقال المتظاهرين وإنما ضربهم بوحشية وإسالة دمائهم وتمزيق ملابسهم .
- ضرب القضاة والاعتداء عليهم كما حدث مع المستشار محمود حمزة وغيره من القضاة أثناء إشرافهم على الانتخابات البرلمانية الأخيرة .
3- الاعتقالات العشوائية التي لا تتوقف من المنازل ليلا بأسلوب يفتقد للتحضر وعدم مراعاة مشاعر الأطفال والآباء والزوجات واحتجاز النشطاء السياسيين لفترات طويلة .
4- التوسع في تحويل المدنيين خاصة من الاكاديمين ووجهاء المجتمع لمحاكمات عسكرية تفتقد للحد الادني من الضمانات وتنتهك حق الإنسان في المثول أمام قاضيه الطبيعي ويهدف ذلك إنزال أحكاما محددة سلفا بحقهم ..
5- مباركة العلاقةالسفاح والغير شرعية و بين رجال الأعمال والسلطة مما أدى لتزايد حالات الاحتكار والاختلاسات والتفريط في حقوق المواطنين وأرواحهم ويكفي حماية ممدوح إسماعيل بعد قتله لا كثر من ألف وثلاثمائة نفس وتهريبة معززا مكرما منصورا مأجورا..
6- تقديم أهل الثقة على أصحاب الخبرة وتأمين المؤسسات ووسائل الإعلام بأبواق تفتقد لإرادة العمل والانجاز إلا من خلال براهين تقديس الفرد و تعظيم الوهم والتسبيح بحمدالزعيم مقابل غض الطرف عن اختلاسات وتراجع وتدهور وانحطاط ..
7- ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتخلي عن الفقراء وتلاشي الطبقة المتوسطة وتزايد حالات القهر الظلم وشيوع الفساد والانحراف الأخلاقي والقيمي والضعف والتفكك المجتمعي ..
8- تعديل الدستور بما يسمح بتمرير الوريث والتصدي للمعارضين وإحكام القبضة على الشعب .
لم يسمح نظام مبارك بخروج الناس إلى الشارع إلا بعد الفوز بكأس الأمم الإفريقية وهي من حالات التسامح القليلة التي أبداها تجاههم فالمكان الأمثل لهم برأيه البيت أو المقاهي أو السجن ..
كما يؤمن نظام مبارك بأن رضا واشنطن مقدم على مطالب الجماهير وان ذلك يتم عبر بوابة تل أبيب وان الخصخصة وبيع الشركات والأراضي للأجانب يمكن أن يكون عامل تهدئة لضغوط وغضب الخارج ..
أعتقد أن الصورة السوداوية التي نقلتها عبر مقالي القصير تمثل الإطار العام لربع قرن من الحكم أوصلت البلاد لحالة مرضية غير مسبوقة ..
وربما ستأتي الفرصة قريبا عبر يد القدر لكشف المزيد من ملامح هذا العهد بعد أن تكون الأجواء مواتية .. فالبوصلة في مصر مثل القبلة يتوجه شطرها الكثيرون كما أن علامات الشجاعة تظهر مع تدني مستوى الأخطار ..
لم يكن الدافع لي في كتابة هذا المقال ربما سوى لفت الانتباه لتوابع خطيرة ستترتب على تلك الأوضاع مستقبلا ربما الرئيس وحده بقرار ستحفظه له الأجيال يملك من واقع الصلاحيات والأبوة وبتغيير الدفة أن يحدث انفراجة تاريخية في واقع الحياة ووضعية الحريات ..
نقلا عن مركز الدراسات الاسلامية باشراف الاستاذ / مصطفى الطحان بتصرف
This entry was posted
on Friday, May 2, 2008
at 6:22 AM
and is filed under
أحرار ولكن
. You can follow any responses to this entry through the
comments feed
.
About Me
- اخوان بجد
- إحنا شباب من الاخوان ومن حقنا نقول رأينا لكن بكل نزاهة واحترام وتحضر وهدفنا الاصلاح